يجب على المؤمن إذا أقام من أجل الصلاة ألا يكون هناك ما يشغله، وذلك من البول أو الغائط أو الريح. فيجب أن يكون المصلي قائم للصلاة وهو مطمئن ويصلي بعد ذلك بقلب مطمئن خاشع الجوارح ويقبل على صلاته. حيث أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد قال “لا صلاة بحضرة الطعام ولا وهو يدافعه الاخبثين”، وهم الغائط والبول والريح تدخل معهم أيضًا. حيث أنها إذا اشتدت فإنها تكون في مقام البول والغائط في شغل فكر المصلى، ولذلك فإذا حصرت العبد الريح الشديدة يجب أن يتخلص منها، ثم بعد ذلك يتوضأ ويصلي. ولا ينبغي أن يصلي العبد وهي شديدة، ولا يمسك دفعها لأن ذلك مخالفًا لشرع الله عز وجل. والذي هو يمنع ويحرم حبس ومدافعة البول والغائط أو حبس الريح. وقد اختلف العلماء في صحة الصلاة مع مسك الريح فقال منهم أنها تصح، ولا يكون ذلك بمعنى الصلاة كاملة. لكن البعض الآخر قالوا تبطل الصلاة لأن المانع حقيقي، حيث أن رسول الله قد أخبر أن لا صلاة بحضرته الطعام وذلك حقيقة لا يمكن منافيتها. فيجب الحذر من الاجتهاد في إكمال الصلاة والحيطة لها، وذلك من خلال التخلص من البول والغائط والريح قبل الصلاة، حتى تكون الصلاة بقلب مطمئن. ولكن كون الصلاة صح أم غير صحيحة فالأقرب لها الصحة إذا كان المصلي قد قام بأركان صلاته وأتمها، كما شرع الله عز وجل لكن ينبغي للمؤمن أن يتخلص من هذا الشك ويعمل عن البعد عن شبه البطلان والله أعلم.